منتديات عيال الدرعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات عيال الدرعية

منتديات عيال الدرعية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أخر أخبار السينما في السعودية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ملك الطريق
المدير
المدير



عدد الرسائل : 121
تاريخ التسجيل : 03/04/2008

أخر أخبار السينما في السعودية Empty
مُساهمةموضوع: أخر أخبار السينما في السعودية   أخر أخبار السينما في السعودية Icon_minitimeالخميس يونيو 05, 2008 9:10 am

أثار استفتاء أجرته "العربية.نت" حول إعادة فتح صالات عرض سينمائية في السعودية جدلا واسعا في أوساط الشخصيات السعودية بين اتجاه يرى أهميتها كرافد ثقافي مع تعزيزها بالضوابط الرقابية المطلوبة، واتجاه آخر يرى أنها "باب للشر" لا فائدة من فتحه، وسيكون من الصعوبة بمكان السيطرة على ما يتسرب منه.


ومن جهة أخرى، تم طرح سؤال الاستفتاء على الموقع، وأيدت أكثرية من المشاركين في الاستفتاء من زوار الموقع، والذين زاد عددهم عن 8000 شخص، فكرة إعادة فتح دور السينما في السعودية بنسبة 58,44% سواء بموافقة مطلقة (40,92%) أو بشرط فرض رقابة مشددة على ما تعرضه من أفلام (17,49%) في حين أعلن 41,59% من زوار الموقع رفضهم للفكرة مطلقا.
وبالرغم أن نظام موقع "العربية.نت" لا يسمح حاليا بمعرفة عدد الذين شاركوا في الاستفتاء من السعوديين مقارنة بغير السعوديين، ورغم أن النظام كذلك يعاني مما تعاني منه استفتاءات الإنترنت من إمكانية التصويت أكثر من مرة مما يقلل من مصداقية هذه الاستفتاءات، إلا أن الإقبال على التصويت يعكس اهتمام المجتمع السعودي بهذه القضية، حيث تعتبر السعودية الدولة الوحيدة في العالم التي تخلو تماما من صالات السينما.
وتأتي معارضة وجود السينما في السعودية مرتبطة بآراء دينية حول محتوى أفلام السينما، بينما يوجد جمهور كبير من السعوديين الذي يقبل بشكل نهم على مشاهدة أفلام الـDVD، وأفلام الفيديو، بالإضافة لآلاف السعوديين الذين يسافرون كل فترة للدول الخليجية والعربية المجاورة لمشاهدة الأفلام.



يؤكد الشيخ عبد الله بن منيع أحد أبرز أعضاء هيئة كبار العلماء في السعودية في تعليقه لـ"العربية.نت" على الاستفتاء المطروح بعدم وجود فتوى دينية تحرم السينما، وهذا لا يعني حسب قوله إن هناك قبولا لإنشاء صالات عرض، ولكن – كما يقول بن منيع – لأن أحدا لم يطرح سابقا هذه القضية على الهيئة، وهو أمر يرجعه للاتجاه العام لدى المجتمع الرافض للسينما لأنها لن تكون سوى استنساخا لما تعرضه القنوات الفضائية من أفلام تخدش الحياء وتضر بالسلام الاجتماعي واستقرار النفوس وبقيم وتقاليد المجتمع.
وأثنى الشيخ بن منيع على الشريحة التي رفضت في استفتاء "العربية.نت" وجود دور للسينما في السعودية ووصفها بأنها تتمتع بالوعي بخصوصية مجتمعها وبالضرر الذي يمكن أن يلحقه من جراء ذلك، فالأفلام بها سلبيات كثيرة، فهي تروج للعلاقات المحرمة وللجريمة والأنماط المنحلة التي لا تتمتع بأي وازع ديني أو قيمي.
وتساءل: هل ستقدم هذه السينما التي طرح البعض فكرة إنشائها في المملكة أي شئ مختلف عن هذه الأفلام التي طالما ننتقد القنوات الفضائية بسببها، ما هو الدور الثقافي الذي يمكن أن تلعبه سينما بهذه المواصفات، وما هو النفع الذي سيعود منها على الناس؟.. في الحقيقة لا نرى شيئا من ذلك لأننا لا نرى في الأفق سينما نظيفة تعرض قضايا نافعة وتقدم وعيا اجتماعيا، ففاقد الشئ لن يعطيه، ولن تفعل دور السينما أكثر من كونها ستزيد الطين بلة من نوعية الغث الكثير المسيطر على الأفلام التي تقدمها القنوات التليفزيونية ليل نهار.
وبالتالي لا يولي الشيخ بن منيع أهمية كبيرة لمن يؤيدون وجود صالات عرض مع توفير الضوابط والرقابة المشددة التي تمنع عرض الأفلام أو المشاهد السيئة غير المقبولة دينيا واجتماعيا، واصفا ذلك بأنه محاولة لفتح باب صغير للشر، ما يلبث أن يتحول إلى باب كبير مفتوح على مصراعيه، ولن تكون حينئذ ضوابط أو رقابة من تلك التي يتحدثون عنها، متسائلا: أي ضوابط يمكن أن تكون مجدية في منع ما نرى أن غالبه هو الشر؟..
ويؤكد بن منيع بأنه لا فائدة ترجى من تلك الصالات، ولن يكون لها أي مردود ثقافي، ومن الأفضل منع ذلك حفاظا على المجتمع وصيانة للأجيال الشابة.



من جهته يحمل د.محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى السعودي رؤية مختلفة بشأن إجراء استفتاء حول موضوع تكرس عند الناس عبر عقود طويلة أنه محرم، فثقافة التحريم هنا هي التي أخرجت النتيجة التي وصل إليها استفتاء "العربية.نت" والذي قال أكثر من 40% من المشاركين فيه برفض السينما. مثل هذه القضايا التي ينظر إليها المجتمع السعودي على أنها حساسة – يعتقد د.آل زلفة في حديثه لموقع العربية.نت–لابد من أن تطرح للنقاش أولا، ويعرف الناس الرأي الآخر بشأنها بعد أن خضعوا لرأي أحادي فترة طويلة من الزمن، فيتم اطلاعهم مثلا على منافع السينما ومضارها.. ويتصور آل زلفة أنه في هذه الحالة ستكون نتيجة الاستفتاء لصالح إنشاء دور للسينما في السعودية بشكل أكبر.
ويشير آل زلفة إلى أن الإحصائيات تؤكد أن السعودية من الأسواق الكبرى التي تستهلك أفلام الفيديو، وفيها الكثير مما لم يمر على رقابة.. هذه الأفلام تتم مشاهدتها بدون ضوابط تمنع غير المناسب فيها، فلماذا لا يتم تحويل المشاهدة للأفلام السينمائية إلى العلن عن طريق صالات للعرض، محكومة بضوابط الرقابة، أي "الفلترة" التي تقدم في النهاية أفلاما تفيد المجتمع وتقدم له الترفيه المقبول، ويتعلم منها الناس التفكير المنظم المجتمعي، وتعودهم على كيفية الجلوس في مقاعدهم صامتين طوال مدة العرض ليتابعوا قضية الفيلم، وكيفية تكوين رأي بعد ذلك بشأنها.
لا ضرر يراه د.آل زلفة من تلك الصالات فقد كانت موجودة في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، ويتذكر سنواته الثلاث الأولى من المرحلة الجامعية، كيف كانت إدارة النشاط الطلابي في كليته تقدم للطلاب أسبوعيا رحلة إلى صالة عرض سينمائية لمشاهدة فيلم معين، لقد كان هذا اليوم – وفي العادة هو الخميس – من أجمل الأيام التي ينتظرونها، فيتجمعون قبل عرض الفيلم بوقت كاف، ويتناقشون بشأنه، وبعده يتبادلون الأراء حول موضوعه.
ويسترجع أل زلفة سؤالا وجهه صحفي أجنبي للملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله قبل سبعين سنة عن رأيه في السينما، فكان رده: أليست آلة نستطيع أن نضع فيها ما نقبله ونمنع ما نرفضه.. فإذا كانت هذه هي رؤية مؤسس الدولة السعودية في هذا الوقت البعيد من القرن الماضي، فكيف –والكلام لا يزال لآل زلفة– نجنح إلى هذه الرؤية المانعة الرافضة رغم ما توفر في هذا العصر من أدوات السيطرة الرقابية على مضمون الإنتاج السينمائي، ورغم أن هذه الصناعة تقدمت في العالم كله وباتت تلعب دورا كبيرا في بناء المجتمعات.



المخرجة السعودية المعروفة هيفاء المنصور تستغرب في تعليقها لـ"العربية.نت" الاتجاه الرافض لإنشاء دور عرض سينمائية، مطالبة ببذل الجهود التي توضح للناس الدور المهم الذي تلعبه السينما، قائلة إنها أشبه بالوعاء الذي نتحكم بمحتوياته، فالعبرة ليست بصالة العرض وإنما بالفيلم نفسه، وهذا سيكون بالطبع مسئولية الجهات التي ستضطلع بدور الرقابة والتصريح بعرضه، وهو ما يحدث في كل الدول العربية، فقد وضعت كل منها الضوابط المناسبة لطبيعة مجتمعها، وعلى أساس هذه الضوابط تحذف مشاهد معينة أو تمنع الفيلم نفسه من العرض.
الرؤية نفسها يطرحها المخرج السعودي د.فهد غزولي مشيرا إلى أن صناعة السينما صارت صناعة اقتصادية عند دول كثيرة، وهي صناعة تعكس شخصية الدولة التي تصدرها وتفرض على الآخرين الاطلاع عليها، مؤكدا أن جهودا تبذل حاليا لإنشاء دور عرض، وقد أثمرت عن افتتاح صالات لسينما الأطفال. ويتمنى أن تكلل تلك الجهود بصالات عرض سينمائية للكبار أيضا، حتى يمكن للعاملين في الفن السابع في السعودية الاستثمار في الإنتاج السينمائي وبناء صناعة للسينما السعودية تعكس شخصية مجتمعنا – الكلام هنا للمخرج غزولي – وتوصل نمط ثقافته إلى الآخرين.
وتتذكر الإعلامية السعودية المعروفة دلال ضياء عزيز أنه كانت هناك مواقع للسينما في مدينتها جدة، وأن القنصلية المصرية والنادي الإيطالي التابع للقنصلية الإيطالية كانا يعرضان أسبوعيا أفلاما لم يكن محظورا على السعوديين حضورها، واستمر ذلك حتى بداية ثمانينيات القرن الماضي.
ولا تدري دلال لماذا أغلقت هذه المواقع، والتي ربما كان هناك مثيل لها في مدينة الظهران في المنطقة الشرقية من السعودية وخصوصا في شركة أرامكو، لكنها تقول إن الناس بحاجة لها حاليا، فهي تطور من النمط التفكيري للشباب وتجعلهم قادرين على الحوار والخروج من العزلة التي تدفعهم في النهاية إلى التشدد في أمور لا تحتمل ذلك.
ويشير الكاتب السعودي عبد الله بن بجاد العتيبي وهو من المهتمين بهذه القضية إلى أن الأندية الرياضية مثل الهلال والنصر كانت توفر صالات عرض تقدم عروضا سينمائية أسبوعية، ويؤكد أن الواقع يعكس وجود سينما، لكنها لا تأخذ شكل صالات العرض المتعارف عليها، فهناك شاشات كبيرة وضعتها بعض المقاهي في العاصمة السعودية – الرياض – على سبيل المثال لمشاهدة مباريات كرة القدم، لكنها تعرض أحيانا ما تبثه قنوات الأفلام الفضائية.



في مقال نشره الكاتب السعودي حسين شبكشي في جريدة "الشرق الأوسط" يشير إلى أن هناك تأكيدات وإشاعات عن أن هناك مجمعات تجارية ومراكز تسويق بالسعودية تحتوي قاعات سينما، لا تعمل حاليا، وينتظر ملاكها الفرصة المناسبة لتشغيلها. ويؤكد عدم وجود مانع شرعي ديني صريح يمنع السينما، إذ أنها وعاء يعتمد على ما يعرض من خلاله، مثله مثل التلفزيون والإذاعة. وإذا كانت هناك معايير رقابية تمنع عرض ما يخدش الحياء، فبالتالي ستتم حماية المجتمع من الأخطار التي قد تأتي.
أما قرار المنع، وهو الأسهل والأسرع فهو قرار يحرم الكثيرين من فوائد السينما الثقافية الممكنة – على حد ما جاء في مقاله - فكم من فيلم بالغ الأهمية تمكن من التأثير والإسهام في التوعية في مجتمعات مختلفة. والسينما كصناعة لها مساهمات ثقافية مهمة في العديد من الدول، بما فيها الدول المحافظة، فهناك سينما في ماليزيا والهند وبنغلاديش وباكستان والبحرين والكويت والإمارات والسودان، كل هذه الدول لديها صناعة سينما خاصة بها، تراعي احتياجاتها وتعتبرها الدول نفسها إحدى وسائل التعليم والتوعية والتثقيف والترفيه، وفي حالات تعتبر أيضا رافدا ماديا، حين تصديرها للخارج فتعود بدخل ومنافسة لا بأس بها للبلاد المعنية.



ويضيف أن "إزالة الريبة والقلق والشك من التعامل مع مسألة السينما واعتبارها وسيلة تثقيف وترفيه فعالة، لو أحسن استغلالها، ستمكن المجتمع السعودي من تطوير وسائل بنائه وتعليمه، وتمكنه من إيجاد وسيلة جديدة للتواصل مع نفسه ومع سائر بلاد العالم بشكل سلس وسوي، بدلا من استمرار تكريس نفسه على أنه مجتمع مختلف وغريب وما ينطبق على غيره لا ينطبق عليه، هذه جميعا صفات تزيد من عزلته وتزيد من تمكين الآخرين من التربص به ونقده لأسباب بسيطة لا تستحق الذكر".
وعن تاريخ السينما في السعودية يورد الكاتب محمد المنقري في "الشرق الأوسط" أيضا ما يمكن تسميته سجلا وثائقيا، فمدينة جدة مثلا على امتدد أكثر من ثلاثة عقود تقريبا احتضنت أكثر من عشرة مواقع تفننت في تقديم العروض السينمائية ضمن قاعات اعتمدت التحايل على النزعات المحافظة لتقديم شيء من الترفيه البريء، معتمدة على سلسلة من الأفلام العربية والأجنبية التي استحوذت على اهتمام الشارع العام حينذاك.المنقري تحدث مع محمد سحاحيري الذي يمتلك اليوم جهازين للعرض السينمائي يجد متعة كبيرة في إدارتها لبعض الوقت والإشراف على صيانتها باعتبارها جزءاً مهماً من تاريخ الفن في هذه المدينة، ولا يقبل التنازل عن الجهاز الأثير على نفسه مهما كان الثمن.
كما تحدث المنقري مع الصحفي السعودي محمد صادق دياب لكونه أحد المهتمين بتاريخ مدينة جدة من الذين عاصروا تلك الفترة، فأوضح أن أمكنة العرض لم تكن صالات كما يتداعى إلى الذهن، أو أمكنة مغلقة، بل مساحات مفتوحة تحفها المنازل مع بعض الحواجز البسيطة، يفترش المرتادون أرضها، وقد يتفنن البعض بجلب عدة كراس خشبية من طراز خاص يتلاءم مع متطلبات 3 ساعات متتالية تمتد من الساعة السابعة إلى العاشرة مساء كل يوم محاطة ببعض الديكورات البسيطة، ثم تطورت عمليات العرض بشكل احترافي في فندق العطاس الواقع في شمال أبحر.
ومن أشهر الأسماء المعروفة حينذاك بتقديم العروض السينمائية - كما يشير دياب - محمد أبوصفية في حي الهنداوية، وسراج سحاحير في حي الشاطئ، وعبد الله صالح الغامدي في منطقة كيلو2، وسفيان فطاني في العمارية.
وشهدت فترة الخمسينات انتشاراً واسعاً لأفلام الكوميدي المصري الراحل إسماعيل ياسين، ومن أشهر الأفلام التي لاقت رواجاً منقطعاً في الستينيات "عنتر وعبله" واستمر لفترات طويلة محل احتفاء أبناء مدينة جدة والوافدين إليها.
وفي فترة السبعينات تسيَد الفتى الوسيم صالات العرض السينمائي بقيادة محمود ياسين، وحسن يوسف، وعبد الحليم حافظ. ولفتت الأفلام اللبنانية الاستعراضية ذات التقنية العالية نظر الجمهور حيث استعانت بأشهر الفنانين المصريين مثل حسين فهمي، ونور الشريف، وعبد المنعم إبراهيم.
وقدم الفنان السعودي طلال مداح تجربة خاصة عبر فيلم « شارع الضباب» بالاشتراك مع صباح، ولم يكتب له النجاح. ومع ازدياد جماهيرية الفنان المصري الشهير الراحل فريد شوقي دعاه سراج سحاحيري لزيارة قاعة العرض الخاصة به والتقاء جمهوره من السعوديين وكان اللقاء مؤثراً وحميماً تدافع الناس يومها لمشاهدة البطل الذي تعبأت به مخيلاتهم وشاشات عرض السينما مباشرة، كما ألف الجمهور السعودي حينذاك ممثلين مشهورين مثل محمود المليجي، وتوفيق الدقن، ورشدي أباظة، وأحمد مظهر. وكانت أسعار الدخول في تلك الفترة بين 2 و3 ريالات.
وأكد المهتمون بشأن السينما في التقرير الذي نشرته "الشرق الأوسط" أن جميع العروض وصالاتها لم تحظ بتأييد رسمي، ولم تقدم لها وزارة الإعلام "الجهة المعنية بهذه المجالات" ما يكسبها الشرعية، ولذا كان القائمون على العرض السينمائي يوصون أحد الصبية للقيام بدور تحذيري يتمثل في مراقبة الطريق المؤدي إلى السينما وإخبارهم بقدوم رجال الحسبة الذين يطاردون صالات العرض السينمائي ويعملون على إغلاقها واعتقال أصحابها وسجنهم أحياناًُ.
ويتولى الصبي الذي اتفقوا على تسميته "أبوالعيون" مهمة "ناظرجي" لرعاية ثلاث قاعات عرض على الأقل من مداهمات رجال الحسبة والتحذير عند قدومهم، فتتغير الأفلام المعروضة وتخبأ الأجهزة، ويتحول الحاضرون إلى تقمص أدوار المدعوين إلى مناسبة اجتماعية أو لقاء سمر عابر. الخطة الذكية الأخرى دفعت بعض العارضين إلى نصب أجهزتهم في منزل وإعلاء شاشاتها في فناء منزل آخر استعداداً لمداهمات رجال الحسبة وعدم تمكينهم من مصادرة الأجهزة أو اكتشاف مواقعها.



في كتابه (تاريخ السينما في العالم) قال المؤرخ الفرنسي الشهير "جورج سادول" في فقرة خاصة عن المملكة العربية السعودية، أن السعوديين لا يعرفون شيئاً عن السينما حتى عام 1965. لكن السينما كانت موجودة ومتوفرة لغير السعوديين - من عرب وغربيين- في المجمعات والسفارات ونحو ذلك من شركات ومؤسسات كالشركة النفطية العملاقة أرامكو..
وتقول صحيفة الرياض السعودية في تقرير نشرته مؤخرا عن السينما في السعودية إن جورج سادول حين حدد العام 1965 فذلك لأن كتابه يتوقف عند هذا التاريخ وعند آخر القراءات التي توصل لها آنذاك، ثم أنه توفي عام 1967 بينما بدأت السينما بالانتشار على المستوى الشعبي منذ العام 1975 حين نشأت المحلات التي توفر وتؤجر آلة العرض السينمائي -شبيهة بجهاز السينما توغراف- مع بكرات الأفلام المصرية والأمريكية.. منذ ذلك الحين بدأ الشباب السعودي يستأجر أجهزة العرض، ويقيم السهرات السينمائية في أماكن التجمعات الشبابية، وقد انساقت الأندية الرياضية -كالهلال والنصر- وراء الموجة فوفرت صالات عرض بسيطة تعرض من خلالها وبشكل أسبوعي الأفلام العربية بأسعار لا تتجاوز 5 ريالات للتذكرة الواحدة.
هذه الخطوة رغم أنها جعلت المناخ السينمائي متاحاً ومتوفراً، إلا أنها كانت محدودة نظراً لكلفتها المادية ولحجم جهاز العرض الكبير الذي يجعله ثقيلاً ويجعل من مسألة الإعداد لسهرة سينمائية لائقة مسئولية كبيرة قد لا تتأتى للجميع، لذا اكتفى الشباب بهذه الإطلالات السريعة والخاطفة على عالم السينما، منتظرين الخطوة الأهم، تلك التي جاءت مع نهايات عقد السبعينات، حين جاءت أجهزة الفيديو بأشرطتها المتنوعة الأحجام والأشكال، بحيث أصبح يتابعها الكثيرون، ومنذ ذلك الحين أصبح "الفيديو" هو نافذتهم الوحيدة التي يطلون من خلالها على عالم السينما..
وقد انتشرت محلات الفيديو منذ أن جاء جهاز الفيديو ممثلاً بنوعه القديم الذي كان يعرف باسم "اليوماتيك".. وهو جهاز عرض شبيه بجهاز الفيديو المعروف الآن، لكنه يختلف من ناحية الحجم، فاليوماتيك أكبر حجماً كما أن أشرطته ضخمة وأقل سعة، بحيث أن الشريط الواحد منها لا يستوعب أكثر من نصف ساعة مسجلة، وعليه فالفيلم الواحد بالكاد تحتويه 3 أشرطة من هذا النوع.. وبرغم ضخامة الجهاز وصعوبة التعامل معه، إلا أنه كان أسهل من أجهزة العرض القديمة، خاصة من الناحية المادية، إذ كان من الممكن امتلاك اليوماتيك بمبلغ لا يتجاوز5 آلاف ريال..



لقد كان الأمر سهلاً للشباب الذين قرروا جمع المال بينهم ليقتنوا هذا الجهاز الجديد، ويرتاحوا من المبالغ التي كانوا يدفعونها سابقاً لاستئجار أجهزة العرض القديمة، فالليلة الواحدة لهذه الأجهزة تكلف مائة ريال وتزيد. وبين عامي 1978 و1980 كانت المحلات التي تؤجر أجهزة العرض والأفلام محصورة في حي "المربع" بجوار سوق السمك، وكانت من الكثرة بحيث أن مكانها أطلق عليه مسمى "سوق الأفلام".. وكان مكاناً معروفاً يقصده الشباب من مختلف أحياء مدينة الرياض، وفي أيام الأربعاء والخميس يشهد زحاماً كبيرا.
وتوضح جريدة "الرياض" أن سوق الأفلام كان يمتلئ بالمحلات الصغيرة المتناثرة وسط سراديب وشوارع ضيق ومعتمة مع وجود إنارة صفراء باهتة، وشباب هادئ يبحث عن المتعة البريئة يتنقل بين هذه المحلات، وكان بعض الشباب يستأجرون جهاز العرض السينمائي مع فيلم أو فيلمين، ويقيمون سهرة سينمائية في منازلهم ويدعون لها بقية أبناء الحارة وبأسعار رمزية يدفعها كل من يريد المشاهدة.

[center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://d-conc.yoo7.com
 
أخر أخبار السينما في السعودية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عيال الدرعية :: المنتديات العامة :: العيال في منتدى السنما و التلفزيون-
انتقل الى: